ليبيا الحرية : شهداء ، وثورة …

 

على بساط الثلاثاء

115

ليبيا الحرية :

شهداء ، وثورة …

 

منذ انطلاقة ثورة الشعب العربي في تونس ، والشعب العربي من المحيط إلى الخليج ، وفي المهاجريحاول أن يتلمسّ طريقه للخروج من محنة بالغة القسوة، ومع انتقال شرارة الثورة إلى الكنانة انتعشت أحلام العرب بغد عربي مختلف ، وقد تعزز ذلك الحلم مع هدير الجماهير العربية في اليمن والبحرين والجزائر والعراق والسودان والمغرب والأردن ، على الجانب الآخر في قصور الحكام ومراكز القرار المهيمن الدولي والإقليميكان الارتباك سيد الموقف ، وإذا كان البعض قد لاذ بالصمت ، فإن المدعو معمر القذافي لم يتمكن من كتم غيظه فأشهر موقفه المشين من ثورة الحرية في تونس ، ثم كرر الموقف المشين ذاته من ثورة الحرية في مصر ،وما هي إلا أيام قليلة حتى تجسّدت مخاوفه ثورة شعبية في ليبيا ، فواجهها بوحشية لا حدود لها ،ورغم أن رواد المشروع القومي العربي التقدمي قدتبرأوا من ذلك الطاغية منذ زمن بعيد ، كما أنه كان قد تبرأ من القومية العربية علناً ، فإن هذا لايعفيهم من الاعتذار يقدمونه للجماهير العربية في ليبيا ، وتونس الخضراء الثائرة ، ومصر الحرية ، والشعب العربي عامة ، وأن يعترفون دون مواربة بقصورهم المعرفي في زمن سابق ، وأن يشهروا البراءة التامة من الممارسات الوحشية لذلك الطاغية ، ومن كل ما تفوّه به ذلك الشخص اتجاه ثورة المناضلين العرب في تونس ومصر، وقبل ذلك البراءة من ممارساته القمعية اتجاه أهلنا في ليبيا ، ويؤكدون للشعب العربي أن ذلك الطاغية قد أعلن منذ زمن بعيد أنه ملك ملوك إفريقيا ، وأن العلاقة بينه وبين القومية العربية هي علاقة عداء ، وتضاد ،فهو يغتصب جزء من الوطن العربي ، ويمارس الطغيان والقمع على جزء من الشعب العربي ، ويبدد الطاقات العربية ، ويمنع الشعب العربي المناضل في ليبيا من ممارسة دوره النضالي القومي لتحرير الأمة والنهوض بها ، بل ، ويتآمر مع الطغاة على الشعب العربي في الأجزاء العربية الأخرى ، ويعلن دون خجل الوقوف مع الطاغية الهارب من ثورة الشعب العربي في تونس الخضراء وأنه يتعاطف مع الطاغية المختبئ من ثورة الشعب العربي في مصر ، وبالتالي ، فأن القوميون العرب التقدميون لا يبرأون فقط من هذا الناكص عن المشروع القومي العربي النهضوي التقدمي ، وإنمايعتبرون أن ما نالهم منه ، ومن أمثاله أخطر مما نالهم من القوى المضادة ، والمعادية ، فقد أثبتت التجارب المرة أن الإنسان الحر المتحرر من كافة القيود على إرادته وقراره وحده القادر على انتزاع الحرية والوحدة والعدالة ، وأن الإنسان الذي يتمتع بالحقوق الأساسية للمواطنة وحده القادر على الرؤية الصحيحة للوطن والانتماء والهوية ، وبالتالي وحده القادر على تحقيق الوحدة العربية بمعانيها وأسسها الحضارية التي تحتضن سائر التكوينات الاجتماعية والدينية والمذهبية والمناطقية في إطار من التعددية الإيجابية والمساواة ، وليس بأي مدلول عنصري ، فلا طغيان ولا تهميش ولا إقصاء ولا استئصال ، ولهذا فأن الطليعيون العرب الجدد يناضلون بالشعب العربي ومع الشعب العربيفي الأجزاء ، و في الكل العربي ، ومع كافة القوى الحية والأصيلة لتحرير الإنسان أولاً ، فبذلك يتحرر المجتمع ويتحرر الوطن وتأخذ هذه الأمة المكانة التي تستحقفلا تعتدي ، وتعرف كيف ترد العدوان …

إن الشعب العربي الثائر في بنغازي وطبرق وبرقة والبيضا ومصراته والزاوية وطرابلس وسائر أرجاء ليبيا هو الأمين على القومية العربية وهو الذي يقدم لها الشهداء بمواجهة عدو القومية العربية ،وأعدائها .

حبيب عيسى

E-mail:habib.issa@yahoo.co

 

أضف تعليق